الخميس، 16 فبراير 2012
مقدمات حضارة الإسلام
مقدمات حضارة الاسلام
هذا المؤلف للكاتب العبقري السوري مصطفى السباعي ، وما أرق لغة أهل سوريا وطيب معدنهم ودماثة خلقهم وحسن معشرهم وما أقول عن تجربة واحتكاك ولكني قلته وقد عشت مع أدبائهم ومثقفيهم وعلمائهم في أفياء كتبهم وظلال أقلامهم وما الشيخ علي الطنطاوي عنا ببعيد وما الطف قلم هذا الإنسان ولو كتب أرقاماً وطلاسم وحروف ما لها رابط لاستطابت لقارئها وتذوق حلاوة فيها وفيما أظن ان قبول الانسان في السماء والارض جعل لحرفه قبولا في الاذهان والأذواق ولا نزكي أحداً .
الكتاب مقالات صحفية كتبها السباعي للصحيفة التي يديرها " حضارة الاسلام " وهو مولع بالمسألة الحضارية التي صنعها الاسلام واستحدثها في تاريخ البشرية وقد قرأت له فيما سبق كتابا مستقلاً في هذا الشأن وكم هو جميل لو تفرد كل مفكر وعالم مسلم لاستخراج جانب من عظمة هذا الدين وإضاءة حيز من مساحاته المليئة بالفضائل والشوائب .
المقالات تنوعت حسب الاوقات والاحداث التي وافقت وهذه عادة الصحف الدورية ولكن يظهر من المقالات احتفال السباعي بذكرى المولد النبوي وعدم تفويت فرصة موافقة تاريخها للتذكير بشمائل هذا النبي وخيريته للبشرية والأثر الذي ابقاه لامته وكم أعجبني قوله ان المسلمين فقدوا القدرة على الاستفادة من سيرة النبي الكريم بسبب الإلف والاعتياد على ذكره وأثره وهنا اتفق معه في التأكيد على عرض سيرته بطرق معاصرة متجددة ونابهة لتجديد ذكراه وتقريبها الى النفوس حتى تنتفع كثيراً بهذه العظمة الانسانية .
كما احتفل السباعي كثيراً بكلمة " الحرية والكرامة " واعتبرها من اعظم مقاصد الشريعة ومطالب البشرية وكانه يحدثنا بقلم غض طري من نبت اليوم حيث اصبحت هذه المعاني والمطالب اكثر الحاحاً في عالمنا العربي وشعوبنا المسلمة .
ولو ان الحكام تنبهوا لهذه المطامح الانسانية لشعوبها لحصل للمسلمين التمكين في الارض والخيرية والسعادة لهم ولكن الله حسبنا فيمن اذاقنا اضدادها ولم يتبع احسن القول .
كتاب ليس بالبالغ اثره فهو من جنس اللغة الصحفية التي تتخفف من الأفكار العظيمة والمعقدة وتكتب بلغة يومية متساهلة أتممت قراءته بتاريخ ١٣ / ١٠ / ١٤٣٢ .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق