الخميس، 16 فبراير 2012
كيف نفهم الإسلام ؟
" كيف نفهم الإسلام ؟ "
كتاب بديع وماتع وموضوعي يعالج قضايا الأمة التي شوهت صورة الإسلام في أذهان أبنائه قبل غيرهم من أمم الأرض الذين يلزمنا حيالهم جهد واسع لدعوتهم وتبصيرهم بحقيقة هذه الشريعة الربانية الانسانية الراقية انه الاسلام الذي لا مثيل له في الديانات السماوية وللوضعية وقد جمع محاسنها واطايبها ونفى عنه عيوبها وتشددها وتفلتها حتى اصبح الدين الجامع للفضائل المستوفي للمحاسن والمستوعب للخير والبر وكل ما يعين الانسانية على العيش المتسامح الرغد السعيد ولا يكون كل هذا الا بفهم سليم صحيح لهذا الدين الذي ما عابه ولا أدواه إلا الفهم السقيم والعقل السطحي والأهواء المتناحرة والقلوب المتنافرة .
يتنقل بك الغزالي بين موضوعات سياسية وتربوية واجتماعية ودينية وهكذا الاسلام لا ينفصل عن جانب من جوانب حياتنا ويشير ينصحه وحكمه ورؤيته في كل ما يتصل بالحياة والإنسان ليضمن له اتصالا فاعلا بربه وعلاقة بناءة مع بني جنسه واستثماراً ناجحا لارضه .
لقد أبطل بعض العلماء منفعة العلم الديني بعد تجريده من الدنيا وكأن الدين وعلومه الشرعية لا يشتغل بتحسين الدنيا ، وهذا غلط في الفهوم التي تناولت التعليم الديني لأنها اعتقدت ان الدين لا يعني الا بالآخرة ويدعو الى الانقطاع عن الدنيا وعمارتها وتحقيق مصالح العباد فيها وهذا والله افتراء على الدين .
ولم ينسى الغزالي ان يتحدث الأخطاء التي وقع فيها المسلمون فيما يخص قضايا الحكم وإمارة المسلمين والعيبات التي لحقت بتاريخها السياسي لتسويغ علماء السلطان ولكنه انصف - كعادته - بذكر نماذج من اصحاب كلمة الحق في وجوه طغاة السلاطين ممن زينوا تاريخنا لمواقفهم البطولية ولكن ما يؤسفنا ان صوتهم انخفض وسط ضجيج العلماء الفاسدين .
تطرق الغزالي لمواضيع عدة لو تناولناها بفهم سليم وبصيرة سأعيدها الى مصاف التقدم والتحديث مثل ضرورة الاجتهاد والتجديد وتصحيح النظام التربوي والاهتمام بروابط الأخوة والوحدة الاسلامية وتجاوز الخلاف المذهبي المصطنع .
أتممت قراءة الكتاب في ثالث أيام عيد الفطر المبارك لعام ١٤٣٢ .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق