الخميس، 16 فبراير 2012

ميراث الصمت والملكوت



ميراث الصمت والملكوت

وصلتني رسالة جوال من صديقي الشيخ علي عبد الهادي الحسناني يشير لي باقتناء هذا الكتاب للشيخ عبد الله بن عبد العزيز الهدلق ولم يمهلني الشغف كثيراً لأبادر إلى السوق الإلكترونية التي أذهبت بالصعب ويسرت المستحيل وحصلت عليه وباشرت في قراءته بعد يومين من تنزيله في واحدة من مساءات شهر رمضان المبارك الفضيل .

وما إن شرعت في قراءة مقدمة الكتاب الذي يقع في 180 صفحة حتى لهجت بالدعاء لصديقي الحسناني على حسن الاختيار والإشارة لي بقراءة هذا المؤلف الذي اتضح على كاتبه حجم الثقافة التي يملكها في شتى الفنون والمعارف بفضل القراءة التي تعشقها منذ صغره ومرافقته لعلامة الجزيرة العربية حمد الجاسر والشيخ بكر أبو زيد وشغفه بالاطلاع ومعانقة الكتب وصحائف المعرفة والبيان .

قرأت مقالة حول هذا الكتاب لأحد الكتاب ولكن لم يتطرق لأهم مقالات الكتاب وهو نقده المتسامح مع السلفية التقليدية وحاجتها للتجديد والانسجام مع الروح المتنورة والانفتاح الحادث في الحراك الفكري والثقافي الدائر في عالمنا الصغير ومقالته حول السلفية أو المجتمع المدني من أنفع المقالات التي اتسمت بكثير من الجرأة وتحدث فيما يحتاج إليه السلفييون حقيقة هذه الأيام ورغم اعتذاره المبطن في نهاية المقالة واعتبار نفسه أحد تلاميذ هذه المدرسة كنوع من تقزيم جرأته في دخول حمى الموضوع .

وبعد ذلك ينتقل بك الكاتب في حديث رائع وشائق حول طائفة من الموضوعات مثل السير الذاتية والترجمات وبعض خفايا العلماء ووصايا النبهاء ، والكتاب في مجمله مقالات متفرقة كتبها في أوقات غير منتظمة ولكنها تبين قدرات الكاتب الأدبية والبلاغية ووسيع معرفته واطلاع وثراء ثقافته وإني أغبطك شيخنا الهدلق على هذه الإمكانات التي صنعتها بالانقطاع إلى الصمت والتحليق في سماوات الملكوت الرحبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق