الخميس، 16 فبراير 2012
ظاهرة الصراع في الفكر الغربي
في مؤلف صغير ضمن سلسلة الكتب التي يصدرها مركز التأصيل للدراسات لأبو زيد بن محمد مكي ضمنه المناهج الغربية بتبايناتها الثلاث حول الإنسان فهماً وتربية وسلوكاً .
تناول الكاتب كل منهج وأسلوبه في التربيه وأهم رواد الفكر الذين قدموا أطروحاتهم ضمن هذه المناهج وفي نهاية كل منهج قدم نقداً مختصراً لأفكارهم وانتهى بعرض المنهج الإسلامي وأسلوبه في التربية على أساس من منهجيته في فهم الإنسان والكون والطبيعة .
منهج الفردانية أولاً الذي أعلى من شأن الإنسان وحريته في التملك والتجارة وإشباع رغباته وإرواء ظمئه وشهواته دون عناية بشأن المجتمع ورعاية للمصالح العامة وكيف أن الرأسماليه أخذت بهذه الفكرة وطورتها وحولتها إلى الواقع عبر نظمها الحاكمة ثم تتالت الآثار المدمرة لهذه النظرية من ارتفاع نسب الفقر وتفشي المشاكل الأخلاقية وموت القيم الإنسانية .
ثم نقيض هذا المنهج والفكرة الجماعية والإيمان بوحدة الحزب الواحد والدولة الواحدة والهيئة المنظمة التي تأخذ بأبسط حقوق الفرد من أجل مصير الجماعة لتكون الفكرة ماثلة في النظام الشيوعي الذي انقلب من نعمة إلى نقمة على العمال والكادحين وطبقة المغلوبين بعد أن جردهم من حقوقهم وعواطفهم ورغاباتهم وحاجاتهم وشهواتهم وجعلها ملكاً في يد الدولة وفي أزمة القيادة الواحدة .
ثم المنهج التلفيقي الذي يحاول الجمع بين المنهجين الفردي والجماعي ويؤكد حق الفرد في الحرية والتملك والاتجار وسائر الحاجات الإنسانية والفطرية وحق المجتمع في نفس الوقت في الاهتمام بشأنه العام ورعاية حال المساكين والفقراء والمعوزين ودعم المشروعات العمومية التي تعود بالنفع إلى المجمعات واحترام القيم والمبادئ العامة وعدم تجاوز الحدود والموانع الموضوعة .
وهذا المنهج التفليقي - على حد تعبير المؤلف - أقربها إلى المنهج الإسلامي ولكن المؤلف حاول أن يستنطق أخطاء هذا المنهج وأن يستولد انحرافات لابد حاصلة في العلوم الإنسانية لينتهي بك المؤلف إلى الجانب الإسلامي ومنهجه في صياغة الأنظمة والأفكار التي تنظم حياة الناس ومصائرهم .
ومنهجنا الإسلامي سيظل حبيس الكتابات والأحبار ما لم تتبناه دول وحكومات تؤمن به وتقوم بشأنه لنعرف ما ينقصه وما يحتاج إليه ونضيف إليه من عصارة عقولنا وخراج تجاربنا ، ولا مجال للشك أن القرآن والسنة نزلت بأبدع الأحكام والقواعد وأفضل المرتكزات وأصوب المناهج ولكنها ستبقى جامدة وغير حية إذا لم ننفخها بروح من التجربة ونزلنا بها إلى الشارع نافذة قائمة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق