الخميس، 16 فبراير 2012
حقوق الزوجين
حقوق الزوجين
عودة إلى القراءة في أروقة جامعتي الحبيبة جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة العائمة في أحضان البحر الأحمر وفي مؤلفات المؤمن بفكرة الحاكمية الإسلامية الشيخ / أبو الأعلى المودودي .
انتصر المودودي في هذا الكتاب للمرأة بجرأة بالغة وطالب أن تتبدل القوانين الموضوعة في رباط الأسرة حتى تلك التي سميت عبثاً بقوانين إسلامية مستخرجة من الأصول الكتابية والنبوية وهي لا تحقق مقاصد الشريعة وتنقض الأغراض النبيلة التي أرادها الله - عز وجل - من وراء الزواج ومن وراء هذا الرباط المقدس الوثيق .
وقد هاجم المودودي وضّاعي ما يسمى بالقوانين المحمدية في بلاد الهند قبل استغلالها عن الباكستان وأنها عملت على أيدي الإنجليز الذي لا يفهمون مرادات الدين الإسلامي ولا الأصول التي يقف عليها مما جعل القانون الموضوع لا يحقق السعادة الاجتماعية الكاملة ولا ينيل المسلمين الاستقرار الأسري مما عاد بالسلبية على القانون الإسلامي الأصيل وقد حاكموه إلى هذا القانون الموضوع .
ثم يبدأ المودودي بشرح نظرية الإسلام القانونية والفلسفية في وضع الأسرة والروابط القائمة بين الرجل والمرأة وحقوق كل منهما والواجبات المناطة بهما وشرح بشكل جليّ وواضح سلطات القضاء الشرعي السليم التي تعين بالفرض وإنفاذ الأحكام على إحداث الاستقرار الأسري وعلى إنالة المظلوم حقه وإقسار كل طرف على القيام بواجبه بدافع الرغبة وتحري الثواب أو بمحض القانون وخشية العقاب .
ولقد لمست كيف بأبي الأعلى يعيب على الفقهاء والعلماء ممن وسّع من سلطات الرجل وأكّد على حقه في زمام الطلاق والقوامة بينما يظلم المرأة ويحجّم من استقلالها وحقها في الخلع وطلب الانفصال رغم وضوح الأدلة وجلاء المرادات الدينية العظيمة والتوازن العجيب الذي جاءت بها الشريعة السمحة ولكن خطلاً في العقول وعرفاً سائداً وفاسداً حال دون أن تأخذ المرأة بحقها وأن يستأسد الرجل ولو كان ظالماً .
ليس لأحد من دعاة تحرير المرأة أن يفخر بانتصاره لقضايا المرأة إذا قرأ للمودودي هذا الكتاب الإنساني والشرعي والقانوني ليدرك أن واحداً من القيادات الإسلامية المعتبرة قد سبقهم إلى المطالبة بحق المرأة والانتصار لقضاياها وإعادة الحق إليها من سلطة المكابرين من الذكوريين الطافحين بإقصاء المرأة وظلمها .
قاربت على إتمام هذا الكتاب يوم الإثنين 3 / 8 / 1432 هـ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق