الخميس، 16 فبراير 2012
الديمقراطية وحقوق الإنسان
الديمقراطية وحقوق الإنسان
كثير من المفكرين والكتاب - وأعني من قرأت لهم - حاولوا تأصيل فكرة الديمقراطية وحقوق الإنسان في المرجعية الإسلامية أو الثقافة العربية والإسلامية لكن محاولاتهم لم تكن بهذا العمق والمكنةةالتي تميز بها الطالبي في هذا الكتاب .
وهنا يتضح فارق القدرات المعرفية والعقلية التي يمتلكها الجابري مما منح كتابه وحديثه عن الديمقراطية في مرجعيتنا لها من المصداقية والعمق ما لها .
لقد وجدته مدافعاً عن ثقافتنا وأسبقيتنا ومثالية ثقافتنا سيما الملتصقة بفهم صحيح للإسلام ، بخلاف الصورة الذهنية التي عرفتها عنه من شديد عدائه للدين واستخفافه بالثوابت كما حاول البعض ترويج هذا .
وقد يكون في مؤلفات أخرى له شيء من هذا لكن الوقت ما زال أمامنا لمعرفة ذلك والوقوف عليه .
ص ١٦ يحاول الجابري أن يخفف من الصورة المشوهة لمنظومة حقوق الإنسان وأنها نتاج الفكر العلماني واثبت عبر مجموعة من الأمثلة والاستدلال ببعض منقولات ومقولات رموز التنوير الغربي التي تصور احترامهم للدين وهجومهم على التقاليد الكنسية وليس الدين ذاته .
وأقول إذا نفى الغرب ورموزه التنويريين الحاجة إلى الدين - وهذا جلي - فلا يحط هذا من قدر حقوق الإنسان إذ هي مجرد نظام حكمي يتقولب حسب المحتمع الذي تعيش فيه .
في ص ١٨ يحاول الجابري أن يوجد تبريرات عقلية وتاريخية لتبديل بعض الأحكام الثابتة بنصوص قطعية تخص المرأة مثل الميراث والشهادة والطلاق وغيرها ، وكان واضحاً التعنت الكبير واستجداء النصوص ليستقر في صدري أن لنا خصوصية فيما يخص حقوق الإنسان الذي يحاول الجابري نفيها وإقناعنا للانخراط في الحالة العالمية لهذه الحقوق .
ولا يضيرنا أن نختلف مع العالم في بعض جوانب حقوق الأنسان اذا كانت ثوابتنا تقول بذلك سيما إذا عملت حكوماتنا على احترام الحقوق الأصيلة وهذا أقل ما نطمح إليه في مجتمعاتنا العربية ثم لن يضرنا الاختلاف في بعض جزئيات الأحكام .
ص ٢٥ لقد وجدت الجابري مدافعاً عن دعوى المساواة التي رفعها القرآن أكثر من أعلام الغيرة على الدين وحياضه وقد تفوق الجابري بفضيلة النبوغ العلمي ولغته العميقة التي جعلته يتناول النصوص بطريقة مميزة ويثبت غير المعاني التي كرسها بعض المفسرين نصرة للعادات وليس للقرآن ولو كانوا على حسن نية .
قرأت نصف الكتاب في " الديرة " ثم أتممته في مدينة خميس مشيط في رحلة العيد الترفيهية برفقة مجموعة من أحباب القلب .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق