الخميس، 16 فبراير 2012
الفتنة الطائفية
الفتنة الطائفية .. متى .. وكيف .. ولماذا ؟
عودة إلى الحالة السياسية العربية المسمومة وإلى موضوع شائك يعتبر من أكثر القضايا جدلاً واضطراباً في عالمنا العربي الذي لا غرابة التي تفت في عضده هذه المشاكل التي تلد مع حراكه نحو التقدم والتمدن في ظل التواجد الأقلي لبعض الطوائف والأديان والمذاهب التي لها حق الوطن والأرض بحكم التاريخ .
أتممت قراءة الكتاب قبل قضية " ماسبيرو " بأيام ، تلك التي عصفت بالشارع المصري كأول اصطدام مسيحي عسكري بعد ثورة 25 يناير التي لا نعرف أثرها في مستقبل أهم
بلد عربي في الخارطة إذ به يتأثر المحيط كله وعليها يقف المستقبل وأمله .
والكاتب محمد عمارة في قائمة الكتاب الذين أشتري لهم المؤلف وأنا أثق بدسامة مادته وموضوعية طرحة وقوة أسلوبه ورصانه منهجه ، ولم يخب الظن في هذا الكتاب حتى لو بدى وكأنه هجوم مسدد على الكنيسة الرسمية في مصر ومشروعها في الاتصال بالمشروع الاستعماري لكسب المزيد من التأييد الدولي سيما في ظل غلبة الدول والأمم المسيحية في هذا الزمان .
المشروع الاستعماري الذي يعتبر أول من بذر في أرض الاحتراب الطائفي في مصر وبالتالي في البلدان العربية ، ثم الفساد السياسي أو يمكن أن يقال الاضطراب السياسي من جهة تناول الدولة منذ أنور السادات إلى العهد الأخير من حكم حسني مبارك لوضع الأقليات في البلاد جعل من الكنيسة ما أشبه ما يكون بالدولة في وسط الدولة .
ذكر عمارة كلاماً نفيساً حول عروبة العرق المصري وأرّخ للخلاف حول ذلك بين القبطيين والمصريين وهو كلام نفيس واستعرض بعض المواقف المعتدلة من كلا الجانبين وهذا ما أثار إعجابي كثيراً .
استعرض عمارة مجموعة من التحديات والمخاطر التي تواجه المسيحية والمسيحيين في البلاد المصرية ، التي صنعت منها الكنيسة فرصة لتوسيع دورها والخروج من موقعها الروحي والتطهيري إلى الميدان السياسي ومضمار التنافس على حصة الوطن من القرار والاستئثار .
والعتب على أهل المسيحية أنهم اتخذوا الطريق إلى المشاركة السياسية بالطرق الاستفزازية كما يتصور القارئ لكتاب عمارة مما جعل أهل السنة والسلفية يتحمسون للمواجهة مع المد المسيحي في ظل دولة ضعيفة في نهجها ومضطربة في سياساتها .
الطائفية تهديد حقيقي لأهل المسيحية وغيرهم من أصحاب الديانات والطوائف والمذاهب وهو تهديد للأغلبية كذلك بخسارة الوطن وإقحامه في احتراب أهلي واستنزاف لثرواته وصرف التوجه من بنائه إلى هدمه وتقويض أركانه وعلى الجميع أن يتلزم الصدق والشفافية وأن يولي وجهه قبل الوطن والله وليس شيء دون ذلك .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق