الخميس، 16 فبراير 2012

في بيتي


في بيتي


ولعي بالفيلسوف المصري المعاصر عباس محمود العقاد ليس جديداً ، قصته مع القراءة والكتابة مظهر من عظمة الإنسان المكافح والمناضل من أجل النجاح والإنجاز وتخليد اسمه فذاً لامعاً حقيقاً بالذكر والشكر والفخر .
هذه المرة يحدثنا العقاد عن أركان بيته العامر بالثقافة والزاخر بالمعرفة والممتلئ علماً والمترع ألقاً وحرفاً وشعراً وعباقرة ، يقلب صديقه ناظريه في أرجاء مكتبته أو بيته لا تكاد تفرق بينهم فإن العقاد يرى المكتبة بيته الأول والجدير به أو هو قضى كل حياته ومجمل عمره في زواياها العامرة بكتب الأدب والفلسفة والسياسة والتاريخ والدين والحيوانات وطبائع الحشرات .
إنك إذ تقرأ هذا الكتاب الصغير ستقف على التكوين الرئيسي لشخص هذا العبقري ( فكره - عقله - لسانه - قلمه - معلوماته - ذائقته ) وكل الأشياء التي تكتسب ولا توهب ، تنال بالكد والتعب ولا تأتي ضمن هدايا السماء المجانية أو عطايا الأرض المتواضعة .
يدخل حيناً في وصف تاريخية الأشياء التي اقتناها وعلقها على جدران منزله يستلهم منها الوطنية والحرية والفن والإبداع وخلق النجاح ، وحيناً آخر يدخل في نقاشات مشبعة بالعمق والمنطق والصدق ، فرجل مثل العقاد لا يشتغل بوصف ممتلكاته مفرغة من حقائقها ولا يرى الأشياء نظرة سطحي ساذج ولكنه يغمر أعماقها ويبحر في أغوارها ويستنفد مكنوناتها .
العقاد مغرور ، وليس كل غرور هو شائن مرذول ، فإن في بعضه عزة وأنفاً وسلماً إلى النجاح والتفوق والنبوغ ، شيء من هذا سيغمرك وأنت تقرأ لقلم العقاد وهو ممتلئ بالثقة بينما يشق حرفه الرصين حجب الجهل والتعامي إلى فضاءات المعرفة والبصيرة راسخاً هماماً لا يلوي على شيء سوى أن يستقر في رهنك المتفتح ويملرس فيك دور المنبه إلى معالي الأمور .
العقاد ، كاتب حقيق بك أن تصرف له كل وقتك ليس بعضه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق