الخميس، 16 فبراير 2012

المرأة الجديدة



أما كاتب هذا الورقات فهو معروف لدي تماماً وقد أشُبع تهماً وسباً وشتماً وكأنه صاحب الجريرة العظمى والخطيئة الكبرى وراء تخلف المسلمين وتراجعهم الحضاري إنه الكاتب
المصري صاحب الكتابين " تحرير المرأة " وهذا الكتاب والمقالات الصحفية العديدة ( قاسم أمين ) الذي تبنى مشروع تحرير المرأة وإعادة تأهليها وتخريجها مجدداً إلى المجتمع ككفاءة إنسانية ووطنية تسهم في تنمية المجتمع وترقية الأمة وبناء المستقبل وتحقيق نهضة صناعية وثقافية واجتماعية رائدة .

كما دعا إلى التقليل من آثار احتجاب المرأة عن المجتمع وتعطيل دورها وعدم الاستفادة من مهامها في تنشئة جيل صالح ونافع يخدم بلاده وأمته بأفضل ما ينبغي له ويحسن به ، إلى هنا ما زال قاسم أمين يسير في خط معتدل و" مقبول " بالنسبة لمن هاجمه وعاداه ولكنه ارتكب المحظور عندما طار بفورته إلى تكذيب شرعية " الحجاب الإسلامي " وإن حاول البعض تجريده من هذه التهمة ومحاولة إيجاد مسوغات لما ذهب له ولكنني لمست صراحة في هذا الكتاب أنه هاجم الحجاب الشرعي ولم يقتنع بشرعيته وأنه عملي تعبدي لله .

ولكنني لن أجرده من فضل سبقه ومبادرته إلى فتح النقاش على موضوع مهم طالما اكتوى نساء المسلمين من ويلاته وأخطائه عندما أراد البعض بستار من الدين والغيرة أن يحجبوا النساء من أدوراهم الواجبة عليهن في المجتمع الإسلامي .

جل القضايا التي تناولها قاسم في كتابه أصبحت محققة في مجتمعه المصري وأمته القومية وإن كان بعضها بنقص بقية نساء العرب ولكنه أصبح من المشروع نقاشها والحديث حولها من الصحفيين والمصلحين ولكن يبقى لقاسم أمين قصب السبق في ذلك وفضيلة المبادرة إليه .

إن أي دعوة متسامحة ومتصالحة لقراءة تراث كل مفكر ومصلح وإن اختلفنا في بعض اجتهاداته وتجاوزاته لهي من النفع بمكان في ظل انفتاح كبير وتلاقح ملموس بين قوى الفكر وأفكار القوى المختلفة التي تتفق في هدف واحد وهو بناء " المستقبل الجديد " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق