الخميس، 16 فبراير 2012
المرأة في القرآن
المرأة في القرآن
يبدو أن الشيخ محمد متولي الشعرواي - رحمه الله تعالى - يملك قبساً من العلم اللدني وهو دون الوحي وفوق العلم الطبيعي الذي تناله بالتجربة والتلقي ، إذ يبلغ بك الصفاء الروحي والإشراق النفسي درجة من التجلي تتكشف لك فيها مصابيح العلم وتفيض عليك غزارات المعرفة من لدن الله تعالى .
يتسرب إليك شيء من هذا الشعور وأنت ترى مقدار النباهة والحصافة والفطنة والذكاء التي يتحلى بها هذا الشيخ في أفكاره وربطه للقضايا الحياتية البسيطة والمعقدة بنصوص الكتاب الكريم ، ثم تنساب هذه الحقائق العظيمة سهلة مترفقة عذبة على لسانه وتجري بدون تكلف أو تقعر إلى آذان المستمعين وقلوب المتحلقين في صيوان علمه وميدان عرفانه .
وفي هذا الكتاب تناول قضايا المرأة المسلمة كواحدة من أكثر القضايا حساسية ودقة ، إذ أصبح الموقف من المرأة واحداً من الأركان التي يقف عليها قوام الأمة ومدى تحضرها وتمدنها واستقامتها على نحو يرضي الله ويخدم الإنسان ويعمر الدنيا ، ولا غرابة فإن المرأة نصف المجتمع وهي التي تنجب النصف الآخر وبذلك تصبح المجتمع كله لا نصفه ولا بضعه .
والأمة المسلمة كواحدة من المجموعات البشرية الضخمة التي تنطوي تحت تصور الإسلام للكون والإنسان والله لها خصوصيتها وتفردها وتمايزها أو تميزها في الموقف من المرأة ، وهنا يتبنى الشعراوي مواقف غاية في الموضوعية والعدالة والإنصاف لتوضيح صورة المرأة في الإسلام ككائن حضاري يتشارك مع آدم في الهم والتنمية والمسؤولية وتعيش مصونة في حقوقها كريمة في جانبها فاعلة في مجتمعها دون كنة أو فضل من أحد ولكن لى نحو يحترم آدميتها وأنوثتها ووظيفتها الأصيلة .
الميراث والتعدد والعدالة والقوامة وحالها قبل الإسلام والشهادة الناقصة والعقل والدين غير المستوفيان لدى المرأة ، والكثير من القضايا الهامة والعامة التي سنشعر فيها بظلم المرأة وانتقاصها إذا اعتمدنا الصورة الأولية للحكم عليها دون التعمق في تفاصيلها وأحكامها ومقاصدها لتعرف مدى الرحمة المهداة من الله تعالى لهذه البشرية ذكرها وأنثاها .
كتاب سيجبرك على إتمامه في جلسة واحدة وهو تجربتي الأولى مع مؤلفات شيخنا الكبير محمد متولي الشعراوي - رحمه الله تعالى - أجبرني على اقتنائه أنه حديث المرأة وبقلم من يعرف القرآن نصه وحكمه وفهمه ومآله ، رزقنا الله وإياكم علم اليقين الذي امتاز به هذا العبقري المصري .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق