الخميس، 16 فبراير 2012
التحولات الفكرية
التحولات الفكرية
هو واحد من الأوراق الفكرية التي يطبعها مركز التأصيل للدراسات والبحوث للدكتور حسن بن محمد الأسمري تحدث فيها عن موضوع التحولات الفكرية والتقلبات الموضوعية في الحراك الثقافي والفلسفي في مجتمعاتنا المسلمة وإن كان الكتاب ينحرف عن فكرته في بعض المواضع لكنه أراد أن يقول في النهاية أن الأفكار والتوجهات التي تأخذ خطاً مغايراً عن الفكرة السلفية والمتدينة لا تعتبر من التوجهات السليمة والحسنة .
ذكر الكاتب في البداية أن زيادة العلم سبب في التحول نحو الأسوأ والانتقال من منطقة التوجهات الحسنة والسليمة إلى الأخرى الخاطئة والسلبية في زاوية " ثنائية العلم والجهل " .
ولا أعرف كيف اعتبر الكاتب أن زيادة العلم والتعبّي من المعارف قد ينحرف بالإنسان إلى السوء ويجرّه إلى الشر واستخدم آيات قرآنية أكدت أن كثيراً من الأمم أصابتها الفرقة والشتات بعد تلقيهم العلم من الله - عز وجل - أو من الرسل الكرام - عليهم السلام - .
كما ذكر الكاتب أن الفضاء الإعلامي المفتوح يهيأ للتقلبات الفكرية نحو الأسوأ رغم أن العالم المفتوح بفضل وسائل الإعلام الحديثة أعطى فرصة كبيرة للحقيقة أن تظهر وشارك الإعلام في تصحيح بعض التوجهات الفكرية وبيان عوار بعضها وما زال الإسلام يتجلى بإشراقته وجاذبيته كل يوم بفضل الانفتاح الإعلامي الكبير .
أما إذا كان الإعلام سبب كبير في الانفلات الأخلاقي الذي يعيشه العالم أجمع - والمجتمع الإسلامي جزء منه - فهذا صحيح لكن لا علاقة له بالشأن الفكري ، وهذا ما يميل إليه الكاتب في مؤلفه أكثر من إبقاء النقاش والكلام في حيز الفكر والثقافة .
ذكر الكاتب أن أول التحولات الفكرية نحو " الأسوأ " هو توجه البعض من الفكرة الإسلامية إلى الإنسانية واعتبر انتقاد المؤسسات الدينية ونقاش الحالة الاجتماعية سيما ما يتعلق بالمرأة ونقد الدعاة والجماعات الدعوية من أمثلة هذا التحول رغم أنه تطور مطلوب وإيجابي في التشريع الفقهي والحراك الثقافي والفكري الإسلامي كما أعتقد .
ثم تحول إلى التقلبات الثانية وهي الانتقال من التعبد إلى التخلق ومن أمثلة ذلك الاهتمام الشديد في الحراك العصري بمفهومي التسامح و التيسير رغم أنهما مبدآن أصيلان في الدين الإسلامي ووجودهما في هذا العصر أكثر فاعلية وجدوى من غيرهما في ظل الهجمة الظالمة على الشريعة الإسلامية ومن يعتنقها ولا أعرف لماذا اعتبرها الدكتور الأسمري تحولاً نحو الأسوأ .
ثم ذكر التحول ( من السنة إلى البدعة ) والتحول ( من النشاط إلى الفتور ) والتحول ( من المروءة إلى الإمعية ) وهي حالات اجتماعية ولا علاقة لها بالجانب الفكري والفلسفي وهو ما أكده الكاتب وإن حاول منطقتها وإدماجها في الجانب الفكري بطريقة أو بأخرى بغض النظر عن بعض أفكاره فيها .
أتممت قراءة هذا الكتاب يوم الخميس 13 / 8 / 1432 هـ وهو كتاب بسيط ولغته سهلة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق