الخميس، 16 فبراير 2012

الإسلام ومعضلات الاقتصاد



قد لا يعرف العرب الكثيرعن أبو الأعلى المودودي فهو من باكستان المسلمة ويكتب بلغتها ولكنه صنونا في الدين والهم الواحد لتنصيب كلمة الله حاكمة في أرضه وسائرة بين خلقه وما كنت لأعرفه لولا سلسلة الأفلام الوثائقية " الإسلاميون " التي أنتجتها قناة الجزيرة الفضائية في مرة من المرات وهي مجموعة من الأفلام ذات النفع الكبير وتؤرخ لتجربة الإسلاميين في قيادة بلدانهم وتسلم زمام الإمرة والحكم في الدول العربية والإسلامية وهي مرحلة لها من الإخفاقات والنجاحات التي لم تنضج وتكتمل لظروف محيطة تختلف من بلد لآخر .

موضوعنا هو واحد من مؤلفات أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان تناول فيه معضلة عصرية تنتمي إلى الصف الأول من اهتمامات الشعوب وهي الاقتصاد وكيف تناوله العالم الغربي بأفكاره ومناهجه والآخر الشيوعي بحكوماته وشيوعيته كما لم ينس الرأي الفاشي في مسألة الاقتصاد .

ثم تطرق إلى المنهج الإسلامي في بناء الاقتصاد وتنميته وطرق الكسب والصرف وأهم الفوارق التي تفصل بينه وبقية المناهج الوضعية .

والذي يعرف المسؤولية التي تبناها المودودي يعرف إلى أي نقطة سيصل بك في هذا الكتاب ، فهو يريد أن يقنع قارئه والعالم كلمه من بعده إلى صواب الفكرة الإسلامية في بناء الحكومة وتسيير شؤون العباد وإعمار الأرض وتوفير العيش الكريم للجميع .

أصل الاختلاف بين المناهج الوضعية والطريقة الإسلامية هي تباين الغايات ، فكون الإسلام يتحرى رضى الله - عز وجل - في كل عمل فهو يعمل على تطهير الغايات والوسائل لتحقيق المصالح وتحصيل المنافع بينما تعمل بقية المناهج والتشريعات على تحقيق مصلحة الإنسان وتوفير أكبر من قدر من الفائدة والمنفعة دون عناية بشرعية السلوك وتوافقية الوسيلة مع الإرادة الربانية .

وسيكون معنا المودودي خلال أكثر من شهر لأنني عزمت على إتمام مؤلفاته وفهم تصوره حول التشريع الإسلامي وحلوله التي يداوي بها أوجاع الإنسانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق