الخميس، 16 فبراير 2012
معركة التقاليد
معركة التقاليد
ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها للمؤلف المصري محمد قطب عالم النفس والإنسان كما يسميه البعض ، اطلاعه ثر وواسع ودرايته بالتصور الإسلامي كبير ويكاد يجيد الحديث في كل فن إنساني واجتماعي سيما في موقف الإسلام منه ورأي الدين فيه .
ليس في لغته سوى البساطة والمباشرة وتكسبه المعرفة الواسعة قدرة على ربط الأفكار وتشعبها ورصد جوانب الموضوع الذي يتناوله ، وهذه المرة عن معركة التقاليد وماذا يلزمنا حيال تحديث تفكيرنا الفلسفي والاجتماعي والأخلاقي للنهوض مجدداً بالأمة .
في البداية تحدث قطب عن تطور التفكير الثقافي والفلسفي للأمة الغربية منذ عصور الظلام الوسطى حتى عهد النهضة ، وكيف هو الطريق الذي أخذته الأفكار المتسلسلة حتى اتفق السلوك والطبع الغربي على هذا الحال من الحرية الفضفاضة التي تكاد تتحول إلى أزمة .
يصر قطب على أن المبادئ التي تقف عليها الحضارة الغربية غير سليمة ومنطلقاتها تعاني إشكالاً أخلاقياً وعلمياً فاضحاً انتهى بها إلى نتائج فجة ومشينة للنوع الإنساني .
وبعد محاولات بعض أدعياء الحرية العرب لتطبيق هذا النموذج الغربي المثقوب في عالمنا ، تقف هذه الحقيقة الصارخة ( تسلسل الأفكار الغربية من الحيوانية - الداروينية - والمادية واللاأخلاقية - الفروية - ) لتشكل حيرة واضطراباً واستفهاماً واسعاً حول مدى أثر مثل هذا التفكير المسف .
بعد ذلك طار القلم بقطب لتجريد دعاوى الحرية التي ينادي بها البعض وأنها غير منطقية ولا أخلاقية سيما إذا تشبهت بهذه الأسس الفكرية الغربية التي تجردت من الدين واستبعدت القصد الإلهي من وراء خلق الإنسان .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق