الخميس، 16 فبراير 2012

هذا الدين


هذا الدين

سيد قطب .. لا أشك أنكم لا تعرفونه ! ولو أنه عاش طويلاً وخاض هذه الأحداث الجسام لخط لنا مؤلفات بارعة وصاغ أدباً فارعاً بديعاً ولكن نقمة السياسة لحقته وفتكت به .
شهرته السياسية لم تغلب على ثروته الأدبية ، والغريب أن بعض مفاصل فكره الراديكالي المتشدد لم يعطل لديه نزعة العقلانية والتحليل الموضوعي المعمق .
أكثر ما لفت نظري في هذا المؤلف الصغير للمفكر المصري الشهير قطب هو فكرة " الجهد البشري - والظروف الواقعية " كشروط كونية لتحقيق ثمرات المنهج الرباني أو الانتفاع به .
إذ لا يكفي أن نكون فقط مسلمين فتكون لنا الغلبة والقوة وصدارة العالم إذ لا يكون هذا إلا عبر عمل واقعي لا يتجاوز الشروط الطبيعية لإقامة أي منهج ما ، وتبقى النتائج مرتهنة بالطاقة البشرية الممكنة وهذا لا ينفي الحاجة لتوفيق الله ورعايته .
لا أعرف بالتحديد هل كانت هذه الأفكار التي ظمنها قطب كتابه هذا سابقة للغته الراديكالية التي عرف عنها أم أنها متزامنة أو تالية ، لا أعرف ؟! المهم أنه كان غاية في الترفق والموضوعية والعقلانية في التأسيس للسبيل إلى تحقيق المنهج الإسلامي الرباني الذي يناط به خير البشرية ونعيمها .
تعرض سيد في بقية فصول الكتاب إلى مزايا المنهج الرباني وضرورة استلهام التجربة النبوية والخلافة الرائدة ، ويؤكد أن هذا النموذج التطبيقي المثالي كان سباقاً إلى الكثير من الأنظمة والقوانين التي نظمت حياة البشرية وساعدت على ترغيد الحياة .
لقد كان الإسلام نفخة في روح الإنسانية وفتح آفاقها باتجاه المساواة والعدالة والحرية ، ولا ينكر مثل هذا سوى المكابرين والمتنطعين ، سيد قطب في مثل هذا الكتاب يعرض لك هذه الفكرة في أحسن عبارة وأجمل معنى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق