الخميس، 16 فبراير 2012
رسالة حول الخلافة وحكم الله
رسالة حول الخلافة وحكم الله
كتاب إلكتروني قمت بتنزيله من موقع مميز للكتب الفكرية والفلسفية والأدبية العربية كتبه شخص اسمه " ابن قرناس " ولم يسبق لهذا الاسم أن مرّ بي .
حاول الكاتب أن يسقط شرعية بعض الأحاديث المنسوبة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبدأ في نقد حاد للمنادين بالخلافة الإسلامية وأخذ في عرض أفكارهم ومببرراتهم ليظهر فيها حجم التناقض والتضاد الذي لا يعبر عن جديتها وعدالة المطالبة بعودة الخلافة .
ما أدركته حقيقة أن خلافة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - لم تكن دولة نظام أو قانون أو دستور ولكنها دولة لأشخاص ، ولأن أبا بكر وعمر كانا عدلين أخذت الدولة هذه الصفة منهما ، وهذا جزء من المشكلة حيث لا يمكن أن يتكرر العدل في أشخاص الملوك والحكام دائماً .
ورغم الازدهار والعدل والتنمية التي شهدتها التجارب السلطانية الإسلامية على مرّ التاريخ إلا أنها كانت تتأثر بعدالة السلاطين والحكام وبمدى ضلالهم وفسقهم وهذا ما يجعل الحالة العدلية والتنموية في تراقص وتذبذب بين عهد سلطاني وآخر .
قد لا يكون ابن قرناس مصيباً دائماً في تجريد " العلماء " من حقهم في الشراكة التشريعية أو السياسية ولكننا نحبّذ لو أن العلماء تنبهوا لحساسية موقعهم وأعادوا ترتيب تعاملهم مع الحكومات التي يعملون لصالحها ولترسيخ أقادمها حتى لو كانت فاسقة وظالمة .
وبرغم النقد الشديد الذي وجهه ابن قرناس للعلماء في كتابه ودورهم الأصيل في تمدد الظلم والفساد في الحكومات الإسلامية المتعاقبة إلا أن نفراً منهم كان حراً وعدلاً ومستقلاً وكأنه أحد المنادين في أيامنا هذه بالديقراطية وحق الشعوب ، وربما خسر العلماء والأدباء في بعض مفاصل تاريخنا الإسلامي حتى أرواحهم في سبيل كلمة حق في وجه سلطان جائر .
ليس القضية موقع السنة الشريفة والأحاديث النبوية من التشريع وتأثيرها في اتخاذ القرار العلمي - نسبة إلى العلماء - ولكن شكل التعامل بدقة عالية وحساسية رفيعة مع أصح الصحيح وأكثره تواؤماً مع توجه الإسلام الواضح نحو رفاه الإنسان واستقرار العيش ونماء الحياة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق