الخميس، 16 فبراير 2012
مصطفى السباعي - صفحات من جهاد متواصل
مصطفى السباعي - صفحات من جهاد متواصل
ما أروع سيرة هذا الإنسان وما أعظم كفاحه في سبيل اهدافه لخدمة هذا الدين وإعلاء كلمة الله ورسوله ويجعل كلمة الباطل هي الدنيا وما اصدق حرفه وأرق عبارته وهو يكتبها بحماس وحرارة لم تبرد حتى اللحظة رغم السنين الطويلة التي مضت من عمر الحبر الذي كتب به كلماته المنتصرة للحق والمدافعة عن حياض الدين .
لقد أبكاني في واحدة من خطبه التي دونت بعد وفاته بمناسبة ذكرى معركة بدر في ليلة من ليالي رمضان المشهودة ، انه كاتب بارع ومثقف موسوعي ويشتعل حماسة للدين وخطيب مفوه يجذب القلوب قبل الأسماع وكأنني به يخطب فينا وهو مسجى في قبره ولكنها الكلمة الصادقة التي تسري فيها الحياة ويمضي صداها مجلجلاً في الأجيال .
هو ليس من صنف الرجال القوالين بالكلام دون فعال تصدقها حيث لم يتأخر عن الجهاد في سبيل تحرير الارض الفلسطينية من قبضة الصهاينة في عام ٤٨ وشارك في جهادهم ودحرهم وتذوق مرارة الهزيمة التي عجنته باليقين الذي لا يقطعه شك حول جدوى الرؤية الاسلامية الأصيلة في خدمة القضية الفلسطينية .
ولانه وعاء الحضارة الاسلامية فقد ارتأى ما للتنظيمات الشبابية والخيرية والحركية من نفع عام لتأصيل الشعور بالغيرة لدى المسلمين سيما وهو يملك رؤية متكاملة لبناء الشخص المسلم فكرياً وروحياً وبدنياً وهذا ما يتضح في خطبه وكتاباته .
معرفتي بالسباعي قليلة خاصة عبر كتاباته ، لكنني اسمع كثيراً عن عبقريته وعمق تفكيره وعلمه عبر كتابه الشهير " هكذا علمتني الحياة " الذي طالعت منه قطعاً متناثرة غير مستوف له ولكنني وقفت على جانب من كفاحه وجهاده واعرف اننا في زمن يضيق صدراً بأمثال هؤلاء الصادقين ممن بذل مهجته وصحته وماله في سبيل رسالته الانسانية .
لنقف وبقية من قرأ هذا الكتاب الصغير الذي ثمن بقيمة شخص هذا الانسان ، نقف على
صلته بالمرض وهو المحطة التي يلتقي فيها العظماء في خواتيم حياتهم حيث يدفعون فاتورة إهمال الجسد في سبيل الهدف مرضاً ينهكهم والما يستدعيهم لإيقاف الجهاد وكأن الراحة تطلبهم وقد فارقوها .
لم يلتفت للمرض الذي يطل عليه كل حين ليستبد به في النهاية ويوقف مسيرته ويعاقبه على نسيان شانه الخاص وانشغاله بالشأن العام بتعطيل جسده عن العمل وكف اعضائه عن الجهاد ويحوي صفحته الي حيث الآخرة .
لم ارتوي بعد من سيرة هذا العظيم المعاصر التي كتبها مختصرة مقتضبة الاستاذ محمد الاسطواني لتقع عيني مصادفة على كتاب اخر حول كفاحه في احد مكتبات جدة العروس ، ولنا لقاء بحول الله .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق