الخميس، 16 فبراير 2012
الحب والفناء
الحب والفناء
تجربة قراءة أولى للمفكر العلماني اللبناني علي حرب ، وقد دفعني لاقتناء بعض كتبه رسالة مدح في حق هذا الكاتب مررت عليها يوماً وتحمست أكثر عند قراءة عنوان هذا الكتاب الأخاذ ، إذ نحن العرب سرعان ماتغشانا الرغبة في تكشف حقيقة الحب ومعرفة سر الفناء كأسئلة أبدية تحرك فينا جوعة المعرفة ولذة الاستطلاع وتعشق الاستبيان .
وفي لقاء مع تركي الدخيل افتخر علي حرب أن وظيفته تخريج المعاني وخلق رؤى ونظريات فكرية وفلسفية تساعد على صناعة حياة أفضل وبناء إنسان أجدر بالعيش كما يريد الله وينبغي له ككائن مفضل على وجه هذه الأرض .
الكتاب من جزأين أولهما عن الحب ثم عن المرأة ولقد فسر الكاتب سر الترابط بينهما ، أما في حِمى الحب فقط أبدع حرب في تنشيط مكامنه في داخلي وهو يتحدث بلغة قريبة من النفس تتسم بالعمق والمنطق ، حديث من يعرف أسراره وأغواره وأنواره .
تحدث حرب بقوة عميقة عن ثنائية الإنسان السرمدية ( الرجل - المرأة ) وحقيق بعباراته الفذة وأفكاره النيرة أن يدرسها ويقرأها ويعلمها كل إنسان ينوي أن يتصل بعالمه الثاني ويخوض غمار تجربة إنسية راقية مع تكوينه الباقي .
ثم طرح رأيه في تعدد الزوجات ولعمري أنه أفاد وأجاد واستثمر قدرات الإقناع والتحليل والتفسير في تقديم هذا التشريع الرباني الإسلامي في أحسن صورة ، حتى ليكاد يفوق وصف الفقهاء وشرح العلماء وإقناع العارفين وإفحام الجاهلين .
ومرة أخرى يستعرض تجربة رابعة العدوية في الحب والعشق الإلهي ، ثم تطرق لتجربة الحب عند العرب سيما عن طريق الشعر ديوان العرب وذلك في عدد من الأيقونات التي يتعرف من خلالها التركيبة الذهنية والفكرية والشعورية التي تدخلت في بناء تصور العرب حول الحب كمطلب إنساني مثالي .
علي حرب لا يكتب بقلم فج ساذج ، ولكنه بعمق وحياد ومنطق رغم البساطة البادية والسهولة العالية ولكن التوافق يتدخل ليحدث الإقناع والموافقة .
ورغم أن قلمه المسترسل في ثورية نصية واضحة يتجاوز الشرح حتى يبلغ درجة مخيفة على عقيدة الإنسان ولكن عندما تطالع ما وراء النص قد يعاودك الشعور بالطمأنينة والارتياح أنه إنما ينبت فيك أفكار تصالحية مع الدين والنفس والكون ويعلمك جيداً كيف تحب وتفنى في حقيقتك .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق