الخميس، 16 فبراير 2012

حول التدين والتطرف


حول التدين والتطرف


الكتاب مجموعة مقالات قصيرة للأديب المصري نجيب محفوظ الذي نعرفه في رواياته وقصصه ومقطوعاته الحكواتية ولكننا لم نشهد شيئا ذا شهرة وصدى فيما يخص مقالاته ، ولا شك أن القلم الذي يكتب المقالة غير الذي يسطر قصة رواياته إنه يصبح أكثر اتزاناً وموضوعية وتحرياً للصدق والتجرد وهو يعبر بواقعية عن شخصية الكاتب وآراءه الرسمية ولا يتطلب المقال أن يتمثل شخوصاً منوعة ونفسيات مختلفة وتركيبات ذهنية وفكرية وعقلية متبدلة كما يتطلب ذلك كتابة القصة والرواية .
ولأننا حاكمنا نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل إلى رواياته التي يكتبها في ظروف مختلفة حسب شخوصها وأبطالها وأحداثها واللحظة الذهنية التي يكتب فيها ، تشوهت صورة الأديب البارع وانكمش انتشار قلمه الناضح بالمعرفة والبصيرة وبقيت تجاوزاته وتجنياته وحدها شاهدة على أدبه وكافية لإقصاء ورقاته الصفراء .
هنا حديث متقطع الصلة والنفس لمحفوظ ولكنه يتوارد حول تصحيح دور رجال الدين ومواجهة خطر الإرهاب ، ويظهر أن المقالات كتبت في لحظة كان الإرهاب حينها يضرب بأطنابه في أرض الكنانة العريقة .
ليس في المقالات جديد سوى التأكيد على ثوابت الأمة والقومية والاتحاد ومكافحة داء الإرهاب وترقية دور المصلحين والدعاة ورجال الدين والاجتماع والسياسية واستغلال لحظة تاريخية لتحديث البلاد وبعث التنمية وترغيد الحياة ، كما أنه يبين عن كثب قلم هذا الأديب رغم أنه يكتب مقالة صحفية بلغة بسيطة ومباشرة وسلسة ويستوضح بعض آماله وآلامه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق