الخميس، 16 فبراير 2012
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
أخذت هذه النسخة من المؤلف الشهير لرجل الإصلاح العظيم عبد الرحمن الكواكبي الذي تجد أطروحاته صدى عظيماً وما زال اسمه يتداول كواحد من رموز النهضة الحديثة والأسماء اللامعة في سماء تصحيح الفكر والمعتقد والحالة العامة للمسلمين وقد كان من تقديم
مفكر لا يقل عن صاحب الكتاب شهرة وروعة وفكراً متفتحاً لكل التوجهات الإصلاحية متفتقاً بإبداع والموضوعية ومتفجراً في وجه كل تقليد نسقي وموروث جامد يكرس للتخلف والتقهقر إنه المفكر المصري محمد عماره أطال الله عمره على طاعته وخدمة الفكر
الإسلامي .
وقد كنت أحترز من قراءة شيء لهذا المفكر العظيم بعد موجة من الإشاعات والترهات التي كانت تساق ضده وضد من يتهمونهم بالتنويرين وأنهم عملاء من الداخل لأيديلوجيات خارجية تنسف الإسلام نسفاً وتنوي به الشر والفساد ولكنني سمعت له حديثاً آسراً مسكوناً بالعقلانية والموضوعية والحرية وهذا ما يجعله متمكناً في فكر ونتاج وتراث مجموعة من أهم علماء التحديث والنهضة العصرية مثل الشيخ عبده والأفغاني والكواكبي وغيرهم .
ولن نبعد كثيراً عن المؤلف الشهير الذي أبقى للكواكبي ذكره واسمه رغم قلة مؤلفاته على حد علمي ومع الثورات المتلاحقة هذه الأيام في تونس ومصر وليبيا واليمن أجد أن هذا الكتاب قد أورق ياسميناً في تونس وميدان التحرير المصري وحماسة لفكرة التحرر في بنغازي وصنعاء وربما بقية أجزاء العالم الإسلامي التي عانت كثيراً من الاستبداد والاستعباد .
لقد تناول الكواكبي هذه القضية الأزمة في حياة الإنسان من جهات مختلفة مثل التربية والتعليم والسياسة وكل جانب يتصل بنا وقرأ كل التأثيرات والمضاعفات التي تتركها حالة الاستعباد على المجتمع والدولة والعقد الذي بينهما إن هناك عقد وإلا تفشي الظلم والجهل والفقر والتزلف والهوان .
لقد امتلأ الكتاب بالكثير من الأفكار العظيمة التي نقلها الكواكبي من واقع تجربته في السياسة واقترابه من مراكز القوى وعراكه مع توجهات الفساد الصلبة ضد كل تجدد وتطور كما أن ثقافته العالية والأصيلة مكنته من فهم الأمور من جوهرها وتناولها بكثير من الواقعية
والعمق المتسرب إلى لباب القضية وركائزها .
وقد يطول شرح بعض الأفكار سيما تناوله لبعض الآثار الجانبية للظلم التي نعتقد عرضيتها وظواهر الاستبداد التي نظن موت فاعليتها غير أنها تعتمل فينا بشكل كبير وتشكل أذهاننا وواقعنا ولكن العودة إلى الكتاب والدعوة إلى قراءته من كل رجل عربي ومسلم سيكون
نافعاً في ظل التبدلات الخطيرة التي تحدث في محيطنا العربي والإسلامي في هذا العام التاريخي 2011 .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق