الخميس، 16 فبراير 2012
قواعد في الممارسة السياسية
الكتاب صغير ويحمل مضموناً كثير الحساسية وبالغ الأهمية يكتبه رجل النهضة في عالمنا العربي وصاحب سلسلة إعداد القادة كخطوة أساسية وركيزة أولى في ( صناعة النهضة ) المشروع الذي تبناه الدكتور والمفكر البحريني المتميز / جاسم سلطان .
تناول في هذا الكتاب كيف تبنى السياسة وكيف تبنى العلاقات ذات النمط السياسي وكيف أن السياسة علاقة مبنية على تحقيق المصالح ولا تعترف بالمبادئ في كثير من أحيانها إن حاجتنا إلى الوعي السياسي شديدة وليس علم السياسة كمجال علمي إنساني ندرس نشأته وتطوره ومراحله وانحناءاته كما يقول جاسم .
الوعي السياسي الذي يمكننا من تحقيق مصالحنا وأهدافنا وترسيخ دورنا ومنحنا قيمة مضافة في عالم يرتهن إلى إجادة السياسة وإدارة العلاقات بين الحكومات وشعوبها وبين الدول والحالات الطارئة بذكاء وفطنة .
وأجدني مضطر إلى مبدأ قال به بكار ذات مرة أن العيش الأسلم في هذا الزمان الصعب أن نحقق مصالحنا مع الإبقاء قدر المستطاع على مبدائنا فأحياناً - سيما في مجال السياسة - قد تصطدم المصلحة بالمبدأ ، والسياسة في مفهومها العالمي المبني على أساس من تقديس المادية تقوم بتحقيق المصالح دون الاهتمام البالغ بالمبدأ وموقعه من خارطة العمل ولكننا كمسلمين أعتقد أننا في حاجة إلى الحفاظ على مبادئنا وقيمنا لأننا تشكلنا بها وعليها ومن أجلها ولا يعقل أن نضحي بها في سبيل مصالح سياسية .
نعود إلى السياسة وموقعها من شعوب العالم العربي والإسلامي التي لا تمارس السياسة ولا تأخذ حقها من صناعة القرار القومي والقطري في بلدانها - وذلك قبل الثورات الأخيرة - وبالتالي ليس في حاجة إلى الوعي السياسي فمالت إلى الاهتمام بعلم السياسة فقط .
لأن العمل السياسي على صعيد مؤسسات المجتمع المدني والأفراد في العالم العربي يعتبر تجاوزاً على حدود الوطن وتهديد للأمن القومي ويصبح الفاعل في المجال السياسي - ثقافة وفعلاً - تحت مجهر الحكومة المخابراتية وعرضة للمضايقات وقبضات الحكومة الحديدية بل أصبح تناول الشأن السياسي مخيفاً في عالمنا العربي ويضيق به المواطن العربي المسكين خشية أن تطاله يد الحكومة والأمن الاستخباراتي لأنه تهديد أكبر من الجهل ويقوض أمن البلاد واستقرارها أكثر من استشراء الفساد واستبداد الحكام .
قرأت الكتاب في جلستين نهاية شهر ربيع ثاني من عام 1432 هـ .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق