الخميس، 16 فبراير 2012
الاستشراق والمستشرقون .. ما لهم وما عليهم
لاستشراق والمستشرقون .. ما لهم وما عليهم
كتيب مشهور يناقش قصية الاستشراق التي لم تعد فاعلة كثيراً بعد استبدالهم بطائفة المتغربين ومروجي الأفكار الخارجية .
ألفه المفكر السوري مصطفى السباعي وقد تناوله بطريقة موضوعية - كما اتصور - خاصة وانه متمرس في نقد الاستشراقي بعد تجربته مع جولد تسيهر الذي تجرد لنقاش افكاره العدوانية ضد شهاب الدين الزهري .
الكتاب الواقع في صفحات قليلة يطوف بك حول اهداف الاستشراق ووسائله العلمية وابرز المتخصصين في هذا المحال من طول غربية عدة ويستعرض بعض مؤلفاتهم المترجمة والتي كتبت بلغتهم الاصلية .
كما يعرض في واحد من فصوله تجربة السباعي نفسه في نقاش بعض المستشرقين في مراكزهم الجامعية وقد زارهم في بلدان غربية مختلفة ، ما اثار إعجابي هنا هو حجم الذي تكلفه الاسباني للقاء المستشرقين ونقاش بعض افكارهم وتصحيح بعض أخطائهم وتجاوزاتهم التي عملت على تشويه صورتنا لديهم مما انعكس هذا بالضرورة على كتاباتهم .
لقد شعرت على مستوى الصدق والجدية التي يمارسها السباعي وهو جانب من الموضوعية التي يظفر بها المفكرون والمناضلون والكتاب النابهون .
خطأ منهجي هو ذلك الذي مارسه بعض الكتاب العرب عندما اكتفوا بكتابات المستشرقين كمراجع لفهم الاسلام والتاريخ العربي دون العودة الى المنابع الاصلية والمراجع الأصيلة ومحاولة فهم المواقف التاريخية على حالتها الطبيعية دون تحليل او تفسير قد يحيد بفعل المفاهيم الاستباقية والأهواء وخدمة الاهداف المبطنة .
لا ينكر السباعي ان بعض المستشرقة والباحثين في علوم العرب والمسلمين له من الموضوعية والصدق ما يكفيه وهذا جعل البعض منهم يدخل الى الاسلام عن قناعة وبصيرة وجعل البعض منهم ينتج مكتوبات غاية في الوضوح والإنصاف حول هذا الدين وعلوم السرق الناضجة .
السباعي على نفس وتيرته من الدفاع عن هذا الدين العظيم وتطهيره من اخطاء اهله والناقمين عليه .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق