لم يكن مصطفى محمود في هذا الكتاب القصير إلا كعادته من العبقرية في صياغة الفكرة المقصودة في العبارة المرصودة والجملة المنضودة والحكمة المعقودة ، مجموعة مقالات لها مناسباتها الوقتية المتفرقة غير أن فقيه العلم والإيمان يكتبها وهو يحلق في فضاء الأفكار العظيمة التي لا تكوت بتقادم الزمن ولا بتعاقب السنون .
اختار عنوان المقالة الأولى للمؤلف بعمومه ثم انتثرت عناوين شتى وفروع تترى في معاني متباينة وحدود متلاينة .
والكتاب بمقالاته القليلة وحكمه الجليلة لا يكف يواصل مسيرة مصطفى محمود لحل لغز الحياة عبر صورة من الموجودات ( النفس والروح ، الظاهر والباطن ، الصوفي والبحر ، المخير والمسير ) يرتحل بالأفكار والأذهان والتصورات والمعتقدات لتقريب الفهم واستجلاء الحقائق .
( من أنت ؟ ، لماذا خلقنا الله ؟ ) هكذا تهزك الأسئلة العميقة كعناوين لبعض مقالات الكتاب ولن تقف رعشة القلب ولا شخوص البصر وهو يتتبع التفاصيل المحمّلة بالثراء والمتانة المعرفية والحسية .
اشعر بحيوية الكون والإنسان والقرآن في مثل هذا الكتاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق