محمد عمارة كتب هذا الكتاب وجمع الشخصيات التي اعتقد أن لها تاريخاً استحق أن يذكر ، لا يوجد في الكتاب نزر ممن اشتهروا في التاريخ الإسلامي أمثال ابن تيمية والعز بن عبد السلام والحسن البصري والجويني سيما وهم أرباب وأصحاب المذهب الأعم من أهل السنة والجماعة .
عمارة وكعادته في تجاوزه للخلافات المتشنجة تجاه بعض الفرق الكلامية والمذاهب السياسية التي اعتبرت في رأي السلفيين خارجة عن دائرة السنة والجماعة ، اختار بعض رجالات الفكر الديني وتضحياتهم وسيرة حياتهم العلمية والحياتية مثل الجهم بن صفوان وعمرو بن عبيد ونافع بن الأزرق والجعد بن درهم ودواليك .
بالنسبة لي وأترابي ممن تشرب مذهباً إسلامياً سنياً سلفياً حنبلياً وهابياً ، بكل هذه التتابعات الفكرية والمدرسية غريب على سمعه رجالات وأعيان الثورات العلوية والحسينية ممن انتفضوا ضد مظالم الخلافات الإسلامية وانتصروا لحق آل البيت في الإمامة دون تهاون في التزود العلمي والمتانة الشرعية .
وإذا لم يكن للواحد منا ثمة قراءات خارج إطار المنهج المدرسي وإلا سيبقى الجهل بأمثال هؤلاء حاضراً ومستديماً .
محمد بن الحنفية وزيد بن علي والنفس الزكية ويحيى بن الحسين والشريف الرضي ، ممن برع في الفقه والسنن والأدب وامتشق سلاح الثورة وانتفض لما رآه حقاً في جناب عترة المصطفى رغم بعض التجاوزات الشرعية التي انتهى إليها أنصارهم وأتباعهم - حسب قناعتي على الأقل - .
وهكذا يعج تاريخنا بالأسماء الضخمة والمآثر الفخمة ، ثم لا أرى معنى لمن يسخر بنا لأننا نفخر بديننا هذا وتاريخه التليد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق