
مؤلم ما حصل لكاتب هذا المؤلف ، الكاتب المصري فرج فودة الذي اغتيل بيد رجل أمي لا يحسن القراءة والكتابة وأطلق رصاصته منتقماً للشريعة السمحة من كتاباته الجريئة واتهاماته الوضيعة .
في هذا الكتاب الذي كتب بلغة صحفية بسيطة تقتات على الأحداث السياسية والجنائية العامة في الشارع المصري في أثناء موجة الإرهاب التي هاجت به وماجت حتى كادت تهلك الحرث والنسل .
فرج فودة الذي أقرأ له للمرة الأولى في هذا الكتاب يملك قدرة مميزة على ربط الأفكار ببعضها وتسلسلها بطريقة عقلانية وموضوعية ، كما أنه يحلل بواعث هذا الداء الرايدكالي العضال ويدرس
ظروفه وحيثياته بمستوى قليل من الدقة والأدوات الأكاديمية .
جرأة عجيبة تدعمها قناعة بأفكاره تشبه رسوخ إيمان العجائز يكتلكها فرج فودة ربما كانت السبب وراء جناية قتله ، إذ ربما بث هذه الأفكار الصادمة في زمن كان الوعي الجمعي لا يقوى على استيعابها والاقتناع بها ، وأثار فيه رجة وضجة كان من أثرها مقتله الحزين .
لم أعلق كثيراً على أفكار الكتاب التي تعتبر عادية وقديمة بالنسبة إلى جيلي الذي عاش موجة الإرهاب في نسخته السعودية ووقف على ما يكفي من التحليل والكشف والتجلية الكافية لهذه الظاهرة السلبية والذي تجاوزناها بسلام ومع قليل من الآثام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق