الأحد، 29 يوليو 2012

حرية الفكر وأبطالها في التاريخ




" التسامح ضرورة حضارية " هكذا كتبت في حسابي على تويتر بعد دقائق من إنهاء هذا الكتاب المميز بقلم الصحفي المصري سلامة موسى ، رغم شائبة قلة الاحترام للإسلام التي بدت من باب النصفة والموضوعية التي أرادها الكاتب أو بعض أثر الداروينية التي خالطت عقله وفهمه بعد مغادرة أوروبا إلى مصر وكتب في ذلك كتاباً أنتظر فرصة لقرائته .
بعيداً عن هذه الضجة وعلى امتداد قرابة مئتي صفحة من هذا الكتاب الذي أغرقه موسى في ذكر رجالات التحرر الفكري في العالم سيما من الرموز الغربية التي قضت حرقاً أو نصرت حقاً ، شعرت بضرورة التسامح الذي فاض ذكره بين جوانب السير الذاتية المقتضبة لمن نافح ودافع عن حق الإنسان في اختيار رأيه الديني والاجتماعي والفكري وشنع على كل السلاطين التي طغت وعمت ببلائها على الهيئات الاجتماعية والأمم البشرية .
ما كان للغرب أن يبلغ هذا المستوى من الحضارة ولا استطاع تحقيق النهوض الفكري والصناعي والاجتماعي لولا إصراره على التسامح بعد تجارب دامية وملاحم زهقت فيها الأرواح وعم الفساد في البر والبحر بما فعلت يد التعصب والتطرف .
( وكانت نتيجة هذا الخراب العظيم الذي نال أوربا أن الناس عرفوا قيمة التسامح لا حباً فيه ، بل خوفاً من عواقب التعصب ) ص ١٦٣ .
رأيت شبهاً كثيراً بين بعض ملامح وقسمات العصور الوسطى التي أظلمت فيها أوروبا وكانت قنطرة الخروج إلى زمن النهضة والحرية والقوة لهم ، وبين حالنا كأمة مسلمة وعربية اليوم .
نفس التشنج بين المحافظين والإصلاحيين ، بعض المشاهد القريبة من تفتيش النوايا واتهام الخبايا ، شيء من توافر شروط النهضة واستبصار الطريق تنتظر عزيمة سياسية والتحاماً اجتماعياً ، وبعض من لأواء التنافس الدامي بين الأطراف على تقديم حلولهم الخاصة والانتصار لرأيهم ورؤيتهم .
ولا أشك - على الأقل الآن - أن نهضتنا ستقوم على بعض مقومات الغرب من تحرر فكري واستقلال فردي ونصفة حقوقية واحترام متبادل وحكم شوري ديمقراطي ، ناهيك عن بعض المعاني المستبطنة التي تقوم عليها فلسفة النهضة من دين رشيد وضمان كرامة الإنسان وحفظ حقوق الأقليات والمستضعفين والانتصار لقيم العدالة والحرية والمساواة والاحتفاء بقيم الخير والحق والجمال .
بتاريخ ٩ / ٩ / ١٤٣٣ أتممت قراءة هذا الكتاب وقد حرمت نفسي خوض تحدي الكرة مع صديقي وائل إدريس الصحبي رغم وعدي له بذلك ، ولكن " جلالة الملك فولتير " كان أحب إليّ من مباراة وائل وأدعى لنكث العهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق