( خمسون مقالاً يبحث عن الحقيقة )
كوب شاي عدني وجريدة الشرق الأوسط هي التعبير الصارخ والتقليدي لصباحاتي في مدينة الرخاء والشدة ( جدة ) ، والشرق الأوسط رغم أنها تمثل ذروة الخطاب المتصهين حسب رأي بعض إخوان السعودية ولكنها جريدة العرب الدولية كما تعرف نفسها وتحوي ما يستحق الاهتمام والقراءة .
ومن كتابها ممن أحب القراءة له وتتبع حروفه في الجريدة هو أستاذ السياسة الكويتي محمد الرميحي ، وهذه المرة جمع مقالاته في كتاب واحد لمناقشة قضايا العرب التاريخية والراهنة وسؤال المستقبل الضبابي ، ويتناول كل الظروف والأحداث العالمية التي لها صلة من قريب أو بعيد بالشأن العربي .
الرميحي يكتب بتعقل ولا شك ، ولكن التعقل أحياناً يكون انبطاحاً وقبولاً بالألم وربما يصل إلى حد الرضا به والاحتفال له بعد درجة التعايش وقبول الأمر الواقع ، هذا ما يقوله خصوم ( الخطاب المتصهين ) وأنا أوافقهم بعض الشيء وأخالفهم أحياناً وربما دائماً .
يجب أن نستقوي قبل أن نعوي ، إذ عندما نولول وندبج خطابات قذائفية ونحن لا نملك قوة حقيقية ننافح بها عن مشاريعنا وخططنا فإننا في الحقيقة نعطي العدو تبريراً لقتل ما تبقى من حياة في قلوبنا وأجيالنا ، في المقابل عندما تسد الأبواب في وجوه من يريد العمل ومواجهة العدو بالصدق والنزاهة وامتلاك القوة فإن المواجهة بالقليل خير من قبول الأمر الواقع على طبق من الإذلال والإهانة .
هذا ما يحدث في قضية العرب الأولى ( الصراع الفلسطيني الصهيوني ) ويجري على ما تبقى من قضايا وإشكالات الرجل العربي الذي هرم من انتظار الانتصارات المؤجلة لحكامه العظام الضخام الجسام .
الرميحي له قدر من التعقل وحظ وافر من الدراية التاريخية للحراك السياسي الشرق الأوسطي ونصيب لا بأس به من القدرة على التنبؤ بالمستقبل وفهم واسع لنوايا وخبايا القوى النشطة في المنطقة وهذه شروط الكتابة السياسية ، وله قلم جيد متميز وعذب يستحق القراءة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق