الاثنين، 17 ديسمبر 2012

حصون التخلف ( موانع النهوض في حوارات ومكاشفات )



أما إبراهيم البليهي المفكر السعودي صاحب التجربة الإدارية في بلديات المملكة وصاحب الأطروحات الفكرية الغريبة على أرض سعودية لم تبارح طبيعتها التقليدية ولا صورتها المنضبطة بحياض شرعي متين وسياج اجتماعي حصين .
جمع هذا الكتاب من مجموعة حوارات له في الصحف السعودية والندوات الحوارية والمنتديات الإلكترونية وأجزاء من كتب قام بتأليفها شراكة مع غيره من المؤلفين ، وهي أسئلة عامة وخاصة حول قناعاته وأطروحاته ومرئياته حول قضايا عامة وهامة بالنسبة لرجل عربي ومسلم يبحث عن ضالته وينشد مخرجاً لحالته .
وهو متذمم من حالة العرب وسلبيتهم المقيتة وعطالتهم الحضارية وتأكيده المتكرر على عدم مشاركتهم في أي تقدم للبشرية أو ضخهم شيئاً من النفع والفائدة للحضارات البشرية ، فضلاً عن تأكيده اليقيني بفرادة الحضارة الغربية العصرية وأنها غاية ما بلغه الإنسان من حضارة وتقدم وعدالة على الأرض .
ولدى البليهي خارطة طريق للخروج من أزمة العرب والمسلمين ، ويصر أن أفضل الطرق وأقوم المسالك هو الليبرالية التي تضمن لقيم الإسلام ومبادئه أن تنمو وتعيش وتتطور في إطار حر ومتسامح ويسلم الأمة من شرور الإكراه والاستبداد والفساد .
البليهي ليس رجلاً عادياً ، وبالنسبة لي فإن مفكراً يحمل هذه القناعات المستنيرة والتقدمية في ظل ثقافة تقليدية ومتخلفة تعتبر شجاعة أدبية عالية ، وإن كنت أحياناً متحفظاً على بعض قناعاته التي تعود باليأس على الرجل العربي وتقديس كل ما ينتمي إلى الآخر وهذا خلاف الموضوعية والدقة المتوخاة في القراءة الفكرية الهادئة والمتزنة .
وهو يشنع على الثقافة والتركيبة الذهنية للمجتمعات العربية ويعلق عليها العلات التي تعود على الأمة بالتخلف وتقيدها دون مطامحها الحضارية وفاعليتها البشرية ، وهذا صحيح إلى حد بعيد لأن كل الحلول التي ستتخذ بمنأى عن تفكيك هذه القيود الاجتماعية وحلحلة العقد الذهنية والثقافية ستبقى مجرد تطبيب سطحي ومعالجة شكليه لا تعود بأدنى نفع أو فائدة .
للبليهي مشروع قادم وهو مؤلفات بأجزاء يمكن قراءتها مجتمعة أو منفصلة في بنية الجهل ومقومات التقدم ولعله تأخر طويلاً لشدة تعقيد القضايا المتعلقة وفداحة الأسباب المتصلة بالموضوع كما يقول البليهي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق