لا حدود للقراءة ، رغم أنني أدرس الإعلام ومولع به وفي العمل له ، لكنني اكتشفت مؤخراً ولعي الشديد بعلم الاجتماع منذ اكتشاف ابن خلدون للعمران البشري والاجتماع الإنساني ومنذ اكتشافي هذا الولع بهذا الفن مع كتب عالم الاجتماع العراقي علي الوردي صاحب الكتب الجريئة والآراء المثيرة في الوسط العراقي والعربي .
الوردي تأثر كثيراً بابن خلدون سيما فكرة الصراع بين البداوة والحضارة التي أسقطها على الوجود الاجتماعي العرافي في سبيل الكشف عن أدوائه ومعالجتها بجرأة وشفافية بالإضافة إلى ازدواجية الشخصية العراقية التي يتهمها الوردي بالتسبب في كثير من العقد النفسية والإشكالات الاجتماعية التي يئن منها الواقع العراقي .
هذا الكتاب لعلي الوردي خلاصة أفكاره وأطروحاته العلمية والثقافية التي جمعها رفيقه الصحفي سلام الشماع ، جمعت بطريقة شمولية ومختصرة لا تخلو من الحس الصحفي في سلاسته واختزاله ، إلى جانب نقده الاجتماعي للواقع العراقي وحدته مع طرح الوعاظ الذين أسهموا بطريقة ما في تشتيت الذهن العراقي وتغذية عيباته ، تناول الوردي أسطورة الأدب الرفيع الذي جاءت في كتاب مستقل عن إشكالات النحو والشعر والتاريخ الأدبي الذي ترسبت انحرافاته في الوعي العربي .
الوردي له أطروحات ناضجة ومدفوعة بجرأة عالية تسببت له في الكثير من الهجوم السياسي والاجتماعي والثقافي ولكنه بقي قوياً صلداً مؤمناً بأفكاره التي رآها حقاً ماثلاً ، وهو من نوادر الرموز العربية الثقافية التي لم ترحل قبل أن تؤسس لها حضوراً فريداً في المشهد العربي .
الخميس ٢٦ / ١٠ / ١٤٣٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق