السبت، 6 أكتوبر 2012

عبد الله القصيمي .. التمرد على السلفية





يورغن فازلا كتب هذا المؤلف وترجمه محمود كبيبو وبتاريخ الجمعة ٥ / ١١ / ١٤٣٣ انتهيت من قراءته ، والواقع أنه بحث أكاديمي جيد وغربي يحمل سمات الدقة وتحري الصدق والموضوعية في تناول واحد من الشخصيات الجدلية التي اشتهرت في العالم العربي وشكلت فاصلاً حرجاً في الحالة الدينية .
جاء العنوان مميزاً عندما كان عبد الله القصيمي " تمرداً على السلفية " وليس على الإسلام أو الله ، تمرد على الإسلام في صورته السلفية ، تمرد على مقام الله الكريم في رأي السلفية العميقة الذي نشأ بها وعليها عبد الله القصيمي .
كثرت التفسيرات حول هذه الشخصية الجدلية فمن قائل أن هذا غرور وكبر وتعاظم شخصي بلغ به إلى الإلحاد ، وآخر أعاد ذلك إلى كثرة العلم المنتهي بالاضطراب وعدم حماية النفس من مجالسة أهل الشبهات والقراءة في كتبهم ومحاولة الاطلاع على أطروحاتهم بنية حسنة أو سيئة ، وآخرون يؤكدون أن التطرف في اتجاه ينكص بالإنسان مباشرة إلى الاتجاه الآخر .
على العموم الاستفادة من هذه الشذوذات في تغليب المواقف والانتصار للآراء الشخصية والحزبية ليس جديداً ، وهذا المؤلف قام بعمل توثيقي وتاريخي لحالة التقلبات الفكرية والتحولات العقلية التي أصابت القصيمي وما لازم ذلك من تجارب شخصية وحياة عامرة بالتحديات والتجارب الضاربة في اليأس والألم والقسوة .

طفولة ليست على ما يرام ، وشباب متقلب ولاهث وراء الاحتواء والارتواء ، وشيبة لم تحفظ بالتهديد والإبعاد ، فضلاً عن العصر الذي عاشه القصيمي المزدحم بالتقلبات الفكرية والسياسية والثورات المتفجرة والثروات المشتتة مما جعل حدوث انحرافات بهذا الشكل وارداً وبقوة .
الكتاب محاولة لتأريخ قصة رجل اشتهر بتمرده ، ولعل في الظل عشرات الأشباه وأضعاف النظائر ولكن لم تحظى بهذه الشهرة الذائعة ، وهو إضافة في محاولات فهم هذه الشخصية الجدلية التي تحولت إلى ظاهرة تستخدم للكشف عن مناطق القوة والضعف ، عن مواطن الخطأ والصواب ، وعن تبين الطريق نحو الانسجام والتوافق النفسي والفكري والاجتماعي في أمة ما زالت تبحث عن المخرج ، وقد وظفت في سبيل ذلك أقصى التدين وأقصى الجحود ، ولم تزل تبحث في تيه سينائي لم تتبين خيوط انقشاعه بعد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق