السبت، 6 أكتوبر 2012

عمائم سود بقصر آل سعود






عمل لذيذ وماتع أن تقرأ عن بلادك ووطنك بقلم أحد جيرانك ، نفس الأماكن والطرقات والمدن التي ترتادها يومياً ولا ترى فيها سوى ما اعتدته وعرفته منذ نعومة أظفارك حتى لا ترى فيها ما يثير انتباهك أو يلفت نظرك ، ثم تقرأ عنها في صحائف زائر جديد ومذكرات وافد حديث فترى الفرق ، تشعر بالانتماء العجيب إلى هذه الزوايا ، تشعر أنك جزء منها انطبعت بهويتك الفريدة وصورتك المميزة .

الكتاب عبارة عن انطباعات شخصية عن نجد والحجاز كتبها العراقي رشيد الخيّون في زيارة أولى للبلاد السعودية ، تنقل فيها بين الرياض وضواحيها الواسعة وانتقل إلى مكة لأداء العمرة ثم جدة العريقة والمدينة المنورة ، كتب عن الحراك الثقافي وعن الآثار التي اختبئت خجلاً لفترات طويلة بفعل الموقف الديني ، عن التقارب السني الشيعي الذي يرفع عن ساقيه بين حين وآخر .

لا أعرف ما سر المتعة في هذا الكتاب ، هل هو الشعور بالفخار والانتماء لرجل يتحدث باحترام وتقدير إلى وطنك وتاريخك وأرضك ، أم رشاقة قلم رشيد الخيّون الذي أقرأ له لأول مرة بداعي العناوين التي يطرز بها مؤلفاته التي تثير الانتباه والرغبة في التهامها ، لا شك أن العاملين يشتركان في هذا الغياب الماتع في حروف هذا الكتاب .

تركي السديري ومشاري الذايدي وتركي الدخيل ومرزوق بن تنباك والشيوعي منصور وعمر الحضرمي الذي رافقه كثيراً في أرض الحجاز ، معرض الكتاب والجنادرية والأندية الثقافية في السعودية وجدة القديمة والقصر السعودي والصالونات الثقافية ، وكثير من الأشياء التي جاء ذكرها في هذ الكتاب الذي تردد الخيّون في كتابته وخيراً فعل عندما لم يستجب لنداء التردد ليخرج لنا بهذا القطعة اللذيذة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق