الثلاثاء، 13 مارس 2012

دروس من محنة البوسنة والهرسك



كنت وقتها صغيراً ، وعندما كبرت لم يغب عن بالي اسم " البوسنة والهرسك " وشتات معرفتي بها أن ثمة مسلمين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والاضطهاد والتقتيل بتهمة أنهم آمنوا بالله وحده ووقعوا في قبضة أغلبية قوية تخالفهم المعتقد .
وعندما تقرأ هذا الكتاب ستقف على بعض مشاهد العذاب والتنكيل التي تعرضوا لها حتى يخيل إليك أن الدماء تسيل من زوايا الكلمات ورائحة الجثث تفوح من أوراق الكتاب ، رغم أن العبارات لا تستطيع أن تعبر عن الواقع سيما إذا كان الواقع من الألم والعذاب بحيث لا تتصوره وتتخيله .
موقف الغرب لا يختلف كثيراً عن موقفه الأعرج في القضية الفلسطينية العادلة ، فهو يتحرك بداعي المصلحة الاقتصادية واللعبة السياسية القذرة وكثيراً بتحريض من الاختلاف العقدي الصارخ مع المسلمين .
ويبقى الخلاص كما يرى مؤلف الكتاب محمد قطب هو في العودة الصادقة إلى الإسلام ، وما زال هذا الحل التقليدي مدار دندنة الكثير من المؤلفين ولا نعرف من السبب في تأخر تحقيقه الشعوب أم الحكومات أم هما جميعاً ، المهم أن الدم المسلم ما زال الأكثر نزيفاً والأعراض المسلمة ما زالت الأكثر تعرضاً للانتهاك ، ونعوذ بالله من القنوط .
أما المستقبل فهو للإسلام - ولا أشك في ذلك - المستقبل لهذا الدين الجامع النافع ، لهذه العقيدة السمحة الحنيفية ، لهذا النظام الإنساني الراقي ، ولكن المسؤولية ملقاة على المسلمين أنفسهم أن يحولوا هذا المستقبل من مجرد أحلام طفل إلى حقيقة واقعة بصنيع الرجال وتضحيات الأبطال وقبل كل ذلك بطلب التوفيق من الله وتحيّن رضاه ومعونته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق