الثلاثاء، 13 مارس 2012
بيكاسو وستاربكس
يفترض بكل قارئ سواء للتسلية أو للفائدة أو للعمل أن يجرب مقالات الإماراتي ياسر حارب الصحفية التي تتسم بالخفة والرشاقة والمعلومة الغنية ، إنه يقرأ الحياة بعين الشاب العصري المثقف والعملي ثم يعيد كتابتها بروح جديدة تسكن في مقاهي ستار بكس وتحلق في أفياء الدنيا .
سوف يكتشف أن شباب هذا الزمان بقدر ما يملكون من العلم والمعرفة والقدرة على التغيير يمتازون بروح منطلقة ونفس شفافة رقيقة لم تبتني فيهم ماديات الحياة الغتامة والبؤس ، بل ساعدتهم على التحرر والانطلاق بحب وحماس .
حزمة مقالات متنوعة في الاجتماع والفن والحياة والذوق ، ترى الوجود جميلاً وتنساب في أطراف المعارف وتنتقي لك من أطيب البساتين وأغزر الميادين .
المؤلف مكتوب بلغة بسيطة ويحمل في ثناياه بعض النقد لأوضاع اجتماعية ما ، كما يحمل قراءة شاب متطلع ومثقف لبعض معاني الكون كما لو أنك لم تعرفها من قبل ، حقيق بمثل هذه الكلمات أن تقرأها بتمعن ودراية ولا تمر بها لمجرد التسلية أو لاستجلاب النوم إذ فيه ثراءاً غنياً ومعرفة متينة وأقل ما سينالك من تأثير ورقاته أنك ستعيد التفكير في تصوراتك البالية حول الحياة .
اقرأ هذا الكتاب وأنت تشرب كوباً من القهوة التقليدية مطبوخة بعناية وعلى روية على خلاف أكواب القهوة الحديثة التي لا تسرق وقتك من حيث تجهيزها ولكنها تسلب قدرتك على تذوق الحياة برمتها .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق