الأربعاء، 17 فبراير 2016

جلطة .. ومات



جلطة .. ومات

ما تعرفه عن صالح الخليف هو الطرف الظاهر من جبله المتجمد ، ذلك الجسد النحيل الذي يشاغب في مضماره الرياضي منحوت من قصص يخور أمامها الغلاظ الشداد ، لو قرأت كتابه الذي كتبه بقلب يخفق بوهن لشعرت أن الخليف غمس في الهم حتى لم يذق في حياته طعم الأنس أبداً .
كان يفترض به أن يكتب على صدر روايته الواقعية تنصيصاً يمنع أصحاب الإحساس المرهف عن قراءة الكتاب ، فهو سلسلة من قصص المأساة وغصص الحياة .
وإذا تعودت النظر إلى الجزء الفاضل والشق المناضل من قصته ، فإنك ستجده في قصة الرجل بصورتها الأعمّ ، فهو رئيس تحرير ناجح ، شق طريقه من وعثاء الظروف وكآبة المواقف ، وكابد كل التحديات التي يمكن أن تعترض الإنسان واستقرّ اسماً لامعاً في الصحافة الرياضية .
وإلا فإن الكتاب قطعة من عذاب وقليلاً ما ستجد ما يحرضك على التفاؤل ، ولا أعرف لم كتب بهذه الطريقة البائسة ، إلا إذا أراد أن يخفف من توقعاتنا المثالية تجاه الدنيا ، فهو يخلق تواضع الأحلام ويخنق توارد الأوهام ، ويضعك أمام حقيقة الحياة عارية من المضافات ، يقول لك باختصار الحياة ليست مريحة باستمرار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق