زكي نجيب محمود واحد من أعلام الفكر العربي المعاصر ، واحد من نجباء أم الدنيا مصر ، انغمس في الثقافة الأوروبية حتى أدرك غوامض لوامع علمها وفنها ثم ارتد إلى عروبيته ثقافة وفكراً وحضارة وتاريخ ثم تشربها باستيفاء كافي .
وكتابه واحد من أهم مدخرات المكتبة العربية والفكرية ، يتناول أهم قضايا الفكر المعاصر التي لم تهدأ بعد ، قضية التراث والحداثة التي اشتغل عليها رواد المفكرين والمعنيين بالشأن الثقافي والفكري .
زكي نجيب بعد عرض تجربته مع الثقافة الغربية حتى اعتقد أنها خلاصة النتاج البشري وغايته ، يحاول بمقارباته العميقة أن يشق الطريق إلى إنتاج فكر عربي جديد يمزج الأصالة بالمعاصرة بعد استيقانه أن ذلك السبيل الأصوب لحل معضلة التداخل بين الذوبان والانكفاء .
تحدث عن اللغة كوسيلة هامة في الطريق إلى تجديد الفكر العربي ، إذ تعتبر اللغة بألفاظها وتركيباتها مراكب السفر إلى حيث شواطئ الحلم العربي بالنهوض والتميز ، ولن ينتفع بها العرب دون ترميم وتصميم .
ثم تحدث عن اقتراح بناء فكري عبقري يجمع الثنائية الذكية التي يتميز بها العقل العربي بين طرفي الأمور لتستقيم الكفة وتعتدل الحياة .
وبعث نجيب محمود بعض قيمنا التراثية الباقية أو بالأحرى مما يحتاج إلى إجلاء وإعادة تنوير وتثوير ، لما لها من دور رصين ومكان قمين بها لتدفع بعجلة التجديد وصناعة التحديث والترقي المطلوب في سبيل نهوض الفكر العربي .
الكتاب ثمين وفاخر ومميز ، يكتبه واحد من أعلام الفكر العربي الحديث بلغة أدبية رفيعة وقدرة موضوعية متزنة إنما تنم عن قدرة خلّاقة ونفس مستقرة مؤمنة بقدرتها وقدرة أمتها التاريخية والراهنة لصناعة مستقبل جدير بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق