الحق أن السعودي تركي الحمد صاحب الثلاثية الروائية المثيرة للجدل والخبل ، من أكثر من تعرض للتشويه والهجوم والخصومة إلى جانب عدد لا بأس به من الكتاب والمفكرين ، تصدروا المشهد الثقافي والفكري والحراك الاجتماعي في مظهر قليله صحي وكثيره مرضي غير نافع ولا مجدي .
قلم تركي الحمد في هذا الكتاب أقل حدة من حديثه النيزكي الساقط بعنف على خصوم أفكاره ، فهو كثير التأدب مع حقائق الأمة ، وله بعض أفكار وآراء تحمل صدقية عالية وفائدة غالية ولغة " حالية " ، ولا يحق لك أن تقرأ كتاباً لرجل جدلي مثل هذا إلا وأنت متخفف من سيطرة الذهنية الغوغائية .
بالنسبة لي أتحفظ على بعض توجيهات الكتاب التي تقترب من علمنة المجتمع والحالة السياسية ، وإن كان الفصال هام في رسم المعالم العامة ولكن تجريدها بشكل جذري ونهائي قد لا يحقق منفعة ترجى في مجتمع يدين بأصح الأديان وأكثرها واقعية وموضوعية .
الكتاب به ما يستحق الاهتمام ، ويكتبه رجل خبير بالسياسة والشأن العام ولا مانع من تصويب المآخذ الشرعية في عمل توفيقي لا يعطل الدين ولا يضمر حركة الحياة .